کد مطلب:241003 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:126

لبست بالعفة ثوب الغنی
روی ابن شهر آشوب عن إبراهیم بن العباس - قال: - «كان الرضا علیه السلام إذا جلس علی مائدته أجلس علیها ممالیكه حتی السائس و البواب، و له علیه السلام:



لبست بالعفة ثوب الغنی

و صرت أمشی شامخ الراس



لست إلی النسناس مستأنسا

لكلننی آنس بالناس



إذا رأیت التیه من ذی الغنی

تهت علی التائه بالیاس



ما إن تفاخرت علی معدم

و لاتضعضعت لإفلاس»! [1] .



و ظاهر نسبة الأبیات إلیه علیه السلام أنها له.

البیت الأول: یرید أن الافتقار سبب لهبوط الرأس و الاستغناء یوجب الشموخ كما جاء فی النبوی «من تفاقر افتقر». [2] و امتداح الاستغناء بقوله تعالی: «یحسبهم الجاهل أغنیاء من التعفف» [3] .

و البیت الثانی: أنا لم أرافق المنحرفین من الناس الصورة صورة إنسان، و القلب قلب حیوان [4] .

قال الشیخ الطریحی: فی الحدیث: «النسناس هم السواد الأعظم» و أشار بیده إلی جماعة الناس، ثم قال: «إن هم إلا كالأنعم بل هم أضل». [5] و النسناس (و یكسر): جنس من الخلق یثب أحدهم علی رجل واحدة. و فی الحدیث «إن حیا من عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا لكل إنسان منهم ید و رجل من شق واحد،



[ صفحه 387]



ینقرون كما ینقر الطائر، و یرعون كما ترعی البهائم». و قیل أولئك انقرضوا. و قیل النسناس: هم یأجوج و مأجوج. و قیل: هم علی صور الناس أشبهوهم فی شی ء و خالفوهم فی شی ء، و لیسوا من بنی آدم [6] .

و البیت الثالث: جانبت المرح و الطیش و التكبر الذی جاء من قبل الغنی الموجب للطغیان كما قال تعالی: «إن الإنسن لیطغی - أن رءاه استغنی» [7] و قد قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: «ما أحسن تواضع الأغنیاء للفقراء طلبا لما عند الله، و أحسن منه تیه الفقراء علی الأغنیاء اتكالا علی الله سبحانه» [8] .



قنعت فأعتقت نفی و لن

أملك ذاثروة رقها



و نزهتها عن سؤال الرجال

و منة من لایری حقها



و إن القناعة كنز البیب

إذا ارتقت فتقت رتقها. [9] .



[ صفحه 388]




[1] المناقب 361:4.

[2] البحار 145:77، التحف 42، الأمثال النبوية 274:2، رقم المثل 569، حرف الميم مع النون.

[3] البقرة: 273.

[4] النهج 373 - 372/6، الخطبة: 86، الأمثال و الحكم المستخرجة من نهج البلاغة 236، الرقم 77.

[5] الفرقان: 44.

[6] مجمع البحرين في «نسس».

[7] العلق: 7 - 6.

[8] النهج 39:20، الحكمة 414.

[9] شرح النهج 39:20.